استقلت مبكراً..!

وفاء غيبة ـ فريق الموقع

أكرمني رب العالمين بابنتي ليان التي تعلمت معها معنى الأمومة و المسؤولية والحب اللامتناهي والعشق الأبدي.

تربيتي لليان في سنين عمرها الأولى كانت سلسة وسهلة بسبب شخصيتها الهادئة والغير متطلبة، كان لها من اسمها نصيب، ليان من اللين واليسر والسهولة.

لكن عندما أصبحت ليان بعمر ١٠ سنوات بدأت تتغير اهتماماتها بشكل تدريجي، لم تعد تحب الأميرات ولا دورا، هي الآن تتجه نحو أمر آخر، تفضل المكياج والاهتمام ببشرتها والتواصل مع صديقاتها.

ابنتي ليان

هذا التغيير هو أمر طبيعي لكل فتاة، لكن لكل مرحلة هناك إيجابيات وسلبيات، أجد أنها الآن مستقلة ومعتمدة على نفسها في كل شيء.

نعم في كل شيء حتى لو أني تأخرت في طبخ الغداء تخترع أكلة لوحدها وتستمتع بها دون تذمر.

هل هذا الانفصال هو أمر إيجابي لفتاة عمرها ١٢ عام؟ لا ونعم، أحب جداً أنها معتمدة على نفسها لكن، الانغماس في الاستقلالية له سلبيات أيضاً.

ففي بعض الأوقات هي لا تفضل صرف وقت معنا فهي لا تجد ما نهتم به مسلٍ لها، أو لا تشاركنا بعض الأنشطة لأنها تناسب أخوتها الأصغر فمن منظورها هي أكبر من أن تشارك بأمر طفولي كهذا.

إذاً ما لحل! ماذا أفعل لتعود ابنتي للاندماج والاستقلالية المتوازنة؟

أولاً:

أضع في بالي أن ابنتي لها الحق في رفض بعض الأنشطة ولا أضغط عليها بالمشاركة دائماً.

ثانياً:

اختار نشاط أعرف أنه مقبول لديها وأحدد الوقت المناسب واضغط عليها للمشاركة به معنا، مثل الأونو.

ثالثاً:

أصرف وقت أسبوعي خاص معها، نذهب للمقهى ونتحدث عن أمور عامة.

رابعاً:

أهتم لما تهتم، أضحك لما تضحك، استمع لما تقول، ولا أنتقد ولا أحكم.

خامساً:

احترمها وأعاملها كشابة بعمر الجامعة، احترم عقلها وتفكيرها وعندما تخطأ أحدثها وأشرح لها خطأها وكيف يجب أن تصلحه.

سادساً:

أضع قوانين ثابتة في المنزل، اللعب على الأجهزة مع الأصدقاء له وقت محدد.. مكان اللعب في الصالة.

سابعاً:

أعمل بتوازن بين أداء الطلبات اليومية التي عليها مثل الدراسة وحفظ القرآن، وبنفس الوقت أعطيها المساحة الكافية لتختار الأنشطة التي تحبها بعد الانتهاء من واجباتها اليومية.

ثامناً:

أحرص على التعرف على أمهات صديقاتها.

تاسعاً:

يومياً أُذكر وأكرر على أهمية التواصل الجيد مع الأسرة بجمل سريعة ولطيفة، لا أمل من التكرار ولا أتوقع أن كلامي يجب أن يطبق لأني قلته أكثر من مرة.

عاشراً:

لا أعتقد أني أفضل أم على الإطلاق لذا في كثير من المرات أتناقش معها وأسألها إن كان هناك تصرف مني يزعجها، إن كان معها الحق أعتذر وإن كانت ليست محقة أشرح لها وأبرر.

التربية محطات وها أنا في محطة جديدة، أدعو الله التوفيق والسداد.