هناك قاعدة ذهبية لا يمكن للتربية أن تنجح إلا باتباعها ، إنها القاعدة الأهم التي يجب أن نستحضرها دائما
التربية كالميزان لابد من توازن الكفتين لإنجاح هذه المهمة الصعبة
الكفة الأولى : هي كفة (الحب) وهنا نضع :
الصبر ، الحنان ، الضحك ، التسامح ،العناق ، القبلات ، اللعب معه وكأنك طفل من عمره ، تستشيره وكأنه صديقك ، أن تثق به وتُوكِل له المهام ، المدح الإيجابي لأفعاله
هذه هي الكفة الأولى..
أما الكفة الثانية فهي كفة (الحزم) .. وهنا نجد :
الصرامة، الحزم ، احترام للقوانين ، الالتزام، ضبط للأمور، كلمتك لا تراجع فيها، تعديل السلوك ، العقاب ، الانضباط.
المربي الناجح هو الذي يوازن بين الكفتين فيكون محبا وحنونا معهم وحازما وصارما عند اللزوم.. وهذا يحتاج إلى الحكمة عند استخدام هذا الميزان ومعرفة متى نختار ردة الفعل المناسبة في كل موقف ، ولا ننسى أهمية الاستمرارية بهذا التوازن والضغط على أنفسنا في أول فترة إلى أن يصبح جزءا من عاداتنا ويصبح فعله أمراً عفويا وطبيعيا.
تذكري أنه إذا طغت كفة الحب سيصبح طفلك (الدلوع) لايدرك ماهي المسؤولية ولايسيطر على أفعاله ورغباته ، القوانين والالتزام هما مجرد كلمات لن يتقبل تطبيقها فهو لايعطي أي أهمية لما تقولينه أو ما يطلب منه أي أحد وستكون مهمة تربيته صعبة جدا ومتعبة.
أما إذا رجحت كفة الالتزام فسيكون طفلك تحت ضغط كبير من الصرامة الفارغة من الحنان ، والنتيجة طفل (منكسر) ومتردد وخائف أمام أي قرار سيتخذه ، واعرفي أيضا في كل موقف درجة الحزم الذي ستستخدمينه ، لا تضخمي الأمور عندما تكون صغيرة
هل تبدو هذه القاعدة سهلة وبسيطة؟ ، نعم ، لكن التطبيق مختلف في كثير من الأحيان.. دعوني أضرب مثلاً:
(سلمى) أم متعلمة تحمل شهادة الماجستير ، تعتقد (سلمى) أن الأسلوب الأنسب في التربية هو التودد والتقرب من الطفل من أجل خلق علاقة ثقة وود وبالتالي ستُكسِبُه الأخلاق والقيم بهذه الطريقة ، هذا جميل! ، لكن ما حدث هو أنها تقوم بتقديم كثير من التنازلات مثل تغيير قرارها حول موعد النوم إن ألح عليها طفلها برغبته بإكمال لعبة بدأها قبل قليل أو السماح له بشراء لعبة من السوبر ماركت رغم أنها أخبرته أنها لن تشتري له أي لعبة في ذلك اليوم ، كانت تتنازل من أجل الحفاظ على العلاقة الإيجابية بينها وبين طفلها ، كنت أراقب النتيجة والتي كانت واضحة للجميع ، فقدت (سلمى) السيطرة على طفلها وأصبح لا يعطي لكلامها أهمية ولديه ألف حيلة لكي يتجاوز تعليماتها.
الدرس المتعلم هنا هو أن التربية الإيجابية الطفل لا يعني التراخي وتغليب كفة الحب والحنان فهذا له نتائج سلبية ، ولا يعني أيضا الحزم بشكل دائم بل هو التوازن .. التوازن
والدرس المهم أيضاً إياك أن تتراجعي عن قرار أخبرتِ به طفلك إلا في حدود ضيقة عندما يكون هناك حاجة ماسة لهذا التغيير.
والآن وفي هذه اللحظة أنت من تقررين أين هي عائلتك من هذا الميزان وأي كفة هي التي سترجح في منزلك ، يمكنك أن تحسبيها كنسبة مئوية وابدئي في التغيير من اليوم لأن كل شيء يمكن إصلاحه لإنجاح هذه المهمة الجميلة بصعوبتها وتحدياتها ، لتحصلي على العائلة سعيدة.
مع تمنياتي لكم بحياة أمتع مع أطفالكم
وفاء غيبه