أمومة بعد الثلاثين!
وفاء غيبة ـ فريق الموقع
الحمدلله أكرمني رب العالمين بالكثير من النعم، ومن أكبر عطاياه لي هم أولادي.
حيث أن تجربتي مع الأمومة توقفت بمحطاتٍ كثيرة.
لن أنسى المحطة الأولى وحماسي ببداية أمومتي مع أميرتي ليان عندما كنت في بداية العشرينيات، أذكر أني لا أريد أن أخطأ على الإطلاق أريد كل شيء أن يكون كما كتب بالكتب، أتبع الروتين والتوقيت بدقة، تجهيزات ملابسها وطعامها مخطط فلا مجال للمفاجأت.
محطتي الثانية!
أما بالنسبة للمحطة الثانية التي أتت بعد خمسة سنوات عندما رزقت بحبيبي عمر.
كانت الأمور أقل توتراً وأقل جدولةً، لأني عدت للعمل بعد ولادتي ب٤٠ يوم والأيام كانت تمر بصعوبة، دوام لأكثر من ٧ ساعات ثم أعود لمسؤوليات المنزل ثم التزام بالنادي
كنت مشغولة جداً لكن هذا الانشغال جعل مني اهتم فقط بالأساسيات وابتعد عن التفاصيل التي اهتممت بها أيام ليان.
مثال: كنت أغير لها ملابسها من أول بقعة صغيرة، أما عمر تتغير ملابسه إذا كانت مبللة أو متسخة أما البقع الصغيرة تنتظر.
باختصار أصبحت أكثر عملية بفترة عمر وأبحث عن الأمور المهمة والأساسية له كوقت الرضاعة، الغيار، وقت النوم وهكذا.
كبر عمر وهو معي بين المدرسة والبيت بالطبع لم تكن الأمور منظمة كأيام ليان، لكنها مرت بحلوها ومرها.
تأتي المحطة الثالثة التي أعيشها اليوم مع حبيبي سامي، والذي ولد بعد أن أصبحت بعمر الثلاثين وبعد أن قطعت شوطاً طويلاً في عالم الأمومة وتربية الطفل بشكل عام وأمومتي بشكل خاص.
بعد أن توسعت العدسة وبدأت أرى الأمور من منظور آخر وأكبر وأعمق.
بدأت أعلم المهم والأهم، متى أتدخل ومتى أغض النظر ومتى أقف وأدع الأمور تسير كما يشاء رب العالمين.
الخلاصة لكل تلك السنوات من الخبرة العامة والخاصة بالأمومة هي يا عزيزتي.
اجتهدي وكوني أم مهتمة ومتابعة للكتب، طوري نفسك قدر الإمكان.
استشيري ولا تتركي نفسك لما ورثتيه من الماضي تابعي الجداول والروتين واحرصي على تطوير مهارات طفلك من سن مبكر.
أحيطي كل هذا الاهتمام بالحب والقبلات والعناق الملموس بشكل يومي، تحدثي معه واشرحي له قدر الإمكان عن الدنيا ولا تملي من أسئلته كوني متوازنة بين الحب والحزم.
لا تكوني مهووسة وكوني طبيعية اعطِ نفسك مجال للخطأ فأنت بشر اعتذري واكملي المشوار لا تقفي مكانك ولا تكرري أخطائك.
حاولي وحاولي، وستكون الأمور للأفضل مع المحاولة الثانية.
الأمومة هي نعمة من نعم الله علينا.. لذا لنعيشها بكل تفاصيلها فأجرها عظيم.