رحلة مربية الحلقة الرابعة والأربعون “أمومة مفرطة” (فيديو)
وفاء غيبة ـ فريق الموقع
السلام عليكم وأهلا وسهلا فيكم بالحلقة 44 من رحلة مربية، خلال الاستشارات اللي بتجيني لاحظت كثير من الأمهات
عندهم رعاية أكتر من اللازم لأطفالهم واللي ممكن سميها أمومة مفرطة أو الوالدية الهوليكبترية،
هل هاد الأسلوب بالتربية جيد لحتى نتبناه؟ شو هي فوائده وأضراره؟
بسم الله نبدأ
في البداية:
كل وحدة فينا بتعشق أطفالها لدرجة بتفديهم بروحها، لكن في خط رفيع بين الأهتمام المتوازن الصحي وبين الإفراط بالرعاية
والتدخل بكل صغيرة وكبيرة للأسف كتير أمهات بتتوقع تواجدها بكل المواقف وظهورها الدائم رح يخلي طفلها مرتاح وسعيد، لا يا عزيزتي
أنت المرتاحة والسعيدة وطفلك انحرم أمور كتير بسبب أعتمادك للوالدية الهوليكبترية، وأول مرة ظهر هاد المصطلح كان بعام 1969
بكتاب (بين الوالدين والمرهاقه) للكاتب هايم غاينت، اللي اشتكى فيه واحد من المراهقين
وقال: أمي تحلق فوق رأسي كمروحية هليوكبتر تراقبني كرضيع.
خليني اشرحلكم شوي عن بعض تصرفات الأهل المفرطين بالرعاية.
يمكن أحكي عن الأم أكتر لسهولة الوصف لكن بالطبع أقصد الأم والأب.
أولاً:
من أهم صفاتهم معرفتهم لأغلب تفاصيل حياة طفلهم، والحرص على عدم غض النظر عن أي موقف أو أي تصرف فممكن تكون عم تراقب كل تحركاته،
أكله ، شربه، مشيته، دراسته، قعدته وقفته، تواصله مع الناس ، حركاته العادية اليومية، طريقة كلامه بهدف أنه هي بدها تنصح وتحسن من كل تصرفاته.
ثانيا:
التدخل التدخل التدخل، عندهم تصور أنه طفلهم مارح يعرف كيف رح يتصرف أو مارح يعرف كيف يفكر أو طريقته مو صح، فمثلاً بيكون عم
يلعب بلعبة ما والطفل بدا يبدع، ممكن تتدخل وتقله لا لا ماما هي مو هيك!! اتركييييه أرجوكي خليه يبدع ويطور تفكيره خارج الصندوق.
أو الواجب مفروض ينحل بهي الطريقة وبس.
أو ممكن تسحب من أيد طفلها أي شغله عم يحاول يصلحها أو يشغلها أو يركبها أو يعملها
على أساس أنها هي عم تساعده لأنه هو عالأغلب مارح يعرف، فمككن تاخد من أيد ابنها الخبزة قبل مايعمل الساندوتش أو تسحب منه
أيده الكمبيوتر لأنه تأخر على حصة الأون لاين على أساس هي عم تساعده مايتأخر أكتر.. خليه يتأخر وخليه يتعلم كيف يوازن وقته ويتعلم يعتمد على نفسه.
ثالثاً:
الاستفسار عن جميع تفاصيل يومه في المدرسة، لازم تعرف شو أكل وشو درس وشو عمل ومع مين حكى، وكيف صرف يومه وكيف علاقته
مع صديقه أكيد في كتير أمهات ممكن تسأل لأنها مهتمة بس في فرق أني أسأل كل فترة والتانية وبين يومياً اتصالات ومتابعة وقلق إذا ما عرفت.
رابعا:
اكمال النقص، لو لاحظت طفلها ماحل واجبه ممكن هي تكمله، ولو عنده امتحان ضروري تكون جنبه خصوصي مع الدراسة
أون لاين، وإذا حدا دايقه رح تظهر أسلحتها كلها لتدافع عنه.
خامسا:
محدود الاتجاه، طفلها ممنوع يروح لحاله أو يحكي مع طفل غريب بدون ماتسمحله، ممنوع يبعد عنها متر، صعب يروح بيت صديقه،
مو أي حدا بيكون رفيقه، وصعب تعطيه فرصة ياخد قرار لنفسه حتى لو صار مراهق، كل الأمور لازم تكون تحت أمرها
وهي راضية عنها لا يمكن تتنزال بحجة مشانه وهاد الأفضل وهي مو عارفة أنه ابنها عم يغرق وصعب يطلع من هي الدوامة.
سادساً:
التدخل بقرارته المستقبلية، ممكن يمنعوا ابنهم من دراسة تخصص جامعي بيناسبه وبيحبه لأن هنن بيشوفوا أنه الأفضل
يتخصص بالفرع اللي هنن بيعرفوا أنه مناسب بغض النظر عن ميوله الشخصي، نمط شخصيته، مواطن ابداعه، وشغفه.
طيب شو أسباب الوالدية الهليكوبترية؟
أولا:
مخاوف بشأن مستقبلهم، بيعتقد بعض الآباء أنه اللي عم يعمله أطفالهم اليوم اله تأثير كبير على مستقبلهم،
وبينظر على أنه أسلوب الهليكوبتر كوسيلة لمنع الصراعات في وقت لاحق من حياتهم.
ثانيا:
حصول الطفل على درجة منخفضة أو عدم الالتحاق بالكلية اللي بيختاروها قد يثير مخاوف من عدم اليقين بشأن مستقبله.
ثالثا:
القلق، لديهم قلق من أغلب الأمور، بينهاروا عاطفياً إذا طفلهم تأذى أو وقع أو غلط أو أساء السلوك أو خيب أملهم بأي أمر لهيك
بيتدخلوا قد مابيقدروا ليمنعوا هاد الشي.. غير مدركين أنه الأذى والوقعة والخبطة والتقصير وخيبة الأمل جزء من الحياة
ورح يساعدوا الطفل على النمو الطبيعي ليصبح أكثر مرونة.
رابعا:
التعويض المفرط، من الممكن أنه يكون الوالد لم يشعر بصغره بأنه محبوب أو محمي من قبل والديه ووعد نفسه أنه أطفاله
مارح يشعروا بهذا الشعور. صحيح جميل أنه نمنع الإهمال وما نورثه لكن المبالغة بالاهتمام لها آثارها السلبية أيضا.
خامسا:
ضغط المجتمع بيهم الوالد الهوليكبتري أنه صورته بالمجتمع تكون عم تلمع وأنه هو والد مهتم وبيقوم برعاية أطفاله
بالشكل المطلوب دون تقصير لهيك بيعتمد هاد الأسلوب.
طيب شو أضرار هاد الأسلوب والأهتمام المفرط؟
في مثل عنا بيقول الزايد أخو الناقص يعني الاهتمام الزايد ممكن يجيب نتائج عكسية، تؤدي إلى تدني ثقة الطفل بالنفس و تدني احترام الذات
وكل ماعم يكبر الطفل عم يشك بقدراته لأنه ما اجته فرصة لاكتشاف أي شيء لحاله
وممكن يوصل عجزهم وشكهم بأنفسهم أنه هل هنن مؤهلين لإدارة حياتهم الخاصة!
وممكن تصبح مشاعر تدني الثقة بالنفس وتدني احترام الذات سيئة أكتر وأكتر لدرجة أنها تأدي إلى مشاكل مرضية،
مثل القلق والاكتئاب. وهي المشاعر ما بتختفي مع مرور الزمن بالعكس تصبح ترسبات ثقيلة وأثرها عميق.
في دراسة انعملت عام 2014 لتقييم تأثير هذا النمط على طلاب الجامعات وكانت الطلاب اللي نشأوا على يد ما يسمى
بآباء الهليكوبتر كانوا أكثر عرضة لتناول دواء القلق والاكتئاب.
لهيك خلينا ننتبه!
وفي حالات أخرى ممكن يكبر الطفل ليصبح شاب يتوقع أنه يستحق كل شيء ذلك نتيجة لحصوله دائماً على ما يريد
أيضاً ممكن بعض الأطفال يصير يتصرف بطريقة عدائية بسبب عدم قدرتهم على حل المشاكل بطريقة صحية
وطبيعية فبيحاولوا يتصرفوا بدون تفكير أو حساب لردة فعلهم.
بعض آخر بيصير عندهم نقص بمهارات التأقلم. وهذا كله لأنهم ما تعلموا كيفية التعامل مع الفشل أو خيبة الأمل
خلال المرحلة الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية.
لهيك خلينا ننتبه!
طيب كيف أتخلص من هذا الأسلوب؟
أكيد تخفيف اللجام أمر صعب جداً، لكن هاد مارح يخليك أب أو أم أقل حب واهتمام. فيكم تظهروا لطفلكم أنكم موجودين
دائما بدون ما تحلوا جميع مشاكله نيابة عنه.
وبدال ما تركيزوا على الحاضر فكروا بالآثار طويلة المدى المحتملة لتربية الأطفال باستخدام هاد الأسلوب. اسألوا نفسكم، هل بدي طفلي يعتمد علي دائماً؟
ولا بدي ياه يطور مهاراته في الحياة؟ هل أنا عم أحرمه من أبسط المهارات اليومية؟ وهل أنا دايم أله طول العمر؟ هل رح أتواجد مع بكل الأماكن؟
أعطوا طفلكم مساحة خلوهم يغلطوا ويقصروا ويفشلوا، لا تصلحوا الأمور بدالهم، أنا ماعم قول تخلوا عنهم،
لأ كونوا معهم وعلموهم مهارات الحياة وبعدها عطوهم المساحة يعملوها بطريقتهم.
لا تلوموهم بالعكس دائما عطوهم أمل أنه الأمور ممكن تتحسن إذا اشتغلنا عليها.
ولا تنسوا أنتوا نفسكم مارح ترضوا حدا يكون فوق راسكم طول الوقت كنتوا منعتوه، لهيك احترموا أطفالكم وانتبهوا من الاهتمام المبالغ.
هي نهاية حقلتنا لليوم بتمنى تكون عجبتكم.
ولتفاصيل حجز استشارة معي بعتيلي على الواتس على هاد الرقم +966 55 257 9023 لأبعتلك كل التفاصيل.
اليوم حابة أتشكر كل متابعيني على اليوتيوب لأن صار عندي 20K شكراً لثقتكم بحبكم كتير.
بلاقيكم بحلقة جديدة الأسبوع الجاية
وفاء غيبة