رحلة مربية الحلقة الخامسة والأربعون “تفرقة بين الأبناء” (فيديو)

وفاء غيبة ـ فريق الموقع

السلام عليكم وأهلا وسهلا فيكم بالحلقة ٤٤ من رحلة مربية، اليوم بكون كملت ٨٨ حلقة من برنامجي الغالي عقلبي كتير ولسة مستمرة بسبب دعمكم وحبكم.

عندك أكتر من طفل؟ بدون شعور ممكن تقارني بينهم؟ هل في واحد التعامل معه أسهل من الآخر؟

وهل ممكن الأم أو الأب يفضلوا طفل عن طفل؟ ليش ممكن نفضل طفل على الآخر وشو أضراره بحلقة اليوم.

رحلة مربية / التفرقة بين الأبناء

قصة!

مرة كنت عند وحدة من الصديقات وكنا قاعدين بالصالون عم نحكي ودخلت علينا بنتها من المدرسة الأم باستها وحكت معها شوي

وقالتلها بكل هدوء ولطف الغدا جاهز روحي كلي، بعد دقايق فات ابنها ليسلم رفيقتي وجهها فوراً قلب جدي وكأنه كبس زر غير كل مزاجها،

نبرة صوتها وتعابير وجهها كانت حازمة وشديدة، وقالتله روح غسل الغدا جاهز، أنا ماقدرت ما أحكي عن اللي شفته

خصوصي أنه هي صديقة كتير قريبة إلي وبعرف أنها رح تتقبل كلامي

وقلتلها انت ماشفتي حالك كيف تغيرتي وانت عم تحكي مع ابنك مع أنه يادوب هلأ فات، كتير كان في فرق بين تعاملك مع بنتك وابنك،

وقتها هي انصدمت شوي لأنها مو حاسة وهاد الأمر صار عادي إلها، قام ردت علي وقالتلي هو متعبني كتير ومبارح كان اخد من محفظتي

مبلغ من وراي وأنا اكتشفت وعصبت عليه وقعدت تحكيلي عن شوية تحديات عم تواجهها معه، لكن مع هيك قلتلها لازم

تراقبي تعاملك معه لأن بالأخير انت اللي لازم تحتويه.

هاد الموقف مر عليه أكتر من عشر سنوات وبيوم من الأيام قالتلي رفيقتي بتتذكري لما قلتيلي كيف تعاملي مع ابني كان غير قلتلها

أيه قالتلي شكراً أنك قلتيلي ونبهتيني أنا من يومها انتبهت على نفسي وبديت غير من أسلوب تعاملي معه،

وسبحان الله كيف لما أنا غيرت أسلوبي بدا هو يتغير للأفضل

هي القصة بتأثر فيني كتير لأن شفت بعيني أثر التفضيل بين طفل وآخر.

ورح أخدكم لتفاصيل أكتر بتفضيل الأهل لطفل عن طفل!

في أهل ممكن يفضلوا الكبير على الصغير بسبب أنه هو البكر والفهيم اللي بيتناقشوا معه بكل تفاصيل البيت وفي أهل بيفضلوا الصغير

لأن حركاته جديدة وبريئة وكل شي  بيعمله حلو وبينعنش القلب في أهل بيفضلوا الولد على البنت وعندهم

فكرة أنه هو عزوتهم وبنتهم كمالة عدد للأسف وفي أهل بيفضلوا البنت على الولد ممكن تلاقي الأب حنون ولطيف

مع البنت وقاسي وصارم مع ابنه، في أهل بيفضلوا الطفل الهادي على الطفل الحرك.

وللأسف في أهل بيفضلوا الطفل الأشقر على الطفل الأسمر!

وفي أهل بيفضلوا الطفل الشاطر على الطفل اللي دراجاته عادية.

في أهل بيفضلوا الطفل الطبيعي على الطفل اللي محتاج رعاية أكتر لأنه مختلف.

وهي قصة بعرفها على الصعيد الشخصي في أب مو معترف بأبنه اللي عنده توحد ولا بيقرب عليه ولا بيتعامل معه..! سبحان الله وكأنه الطفل كان من اختياره.

ولكن مو عادي!

في وفي وكل مرة منسمع قصص غريبة بتعامل الأهل مع أطفالهم الشاهد كل اللي ذكرته هو أسلوب خاطئ ومُدمر لنفسية طفلك.

مو عادي يشوفك طفلك عم تفضل أخوه عليه أو تفضل أخت على أخت الطفل بيشوف وبيراقب وبيفهم، بيعرف نبرة صوتك ونظراتك

وتعبيرات وجهك، لا تستغبي طفلك وتقول مابيفهم ولا مابتفرق معه، بتفرق معه لكن ماعنده قدرة يعبر ويحكي عن انزعاجه.

مو مقبول نسأل الطفل المفضل لوين بتحب تروح مشان نروح والطفل الثاني ولا كأنه موجود، مو مقبول تحكي مع واحد بنبرة حلوة والتاني بحدة،

مرفوض تماما تقول بجيب عشا من برة إذا فلان بده أو لأنه فلان بيحبه هي الفجوة اللي عم تصنعوها أثرها السلبي رح يكون عليك وعلى أطفالك كلهم.

المشكلة أنه في أهل إذا ناقشتهم بالأمر بيحطوا مبررات كيف بتبرر ظلمك وعنصريتك وإذائك لطفلك،

بحجة أنه هو حرك أو مو شاطر أو مو عاجبك تصرفاته اللي عم تعمله ذنب ستؤثم عليه من رب العالمين العادل بين كل عباده

وللتنويه رح احكيلكم عن بعض الآثار اللي بتلحق هاد الأسلوب.

أولا:

التفكك الأسري، الأضرار رح توصل للأسرة كاملة مارح توقف على الأطفال بس، لأن بهاد الأسلوب تزعزع الرابط الأساسي

للعائلة واللي هو نحن كلنا منحب بعض ومندعم بعض بكل الظروف!

ثانيا:

بعض الأطفال بعد ملاحظتهم بأنهم الأفضل بيشعروا بالسوء أو بالذنب تجاه الطفل الآخر فبيصير يحاول سيساعده ويطبط عليه

ويزيد الترابط بينهم ضد الأب أو الأم اللي عم يستخدم أسلوب التفضيل وفي أطفال تماما العكس يشعر أنه هو الأفضل

وبيصدق نفسه، فبيصير مغرور ودلوع وممكن يأذي الطفل الآخر لأنه أمن العقوبة.

ثالثا:

الطفل الغير المرغوب فيه هو أكثر من يعاني لأنه عايش دور المنافسة طول الوقت عنده هدف يثبت لوالديه أنه هو كمان شخص جيد

وكل مرة مابتزبط معه بيشعر بالفشل وبتزيد عنده مشاكل كتيرة وعميقة بالنفسية، مثل ضعف الثقة بالنفس

وعدم الشعور بالأمان بسبب عدم توفره من أحد الأبوين.

رابعا:

رح نجد بعض الأطفال بينعكس عليهم تفضيل الأهل لأخوتهم بتدني المستوى الدراسي وانحدار بالسلوكيات المطلوبة،

واضطراب بالعلاقات مع الأصدقاء والعائلة.

خامسا:

الأطفال الغير مرغوب بهم ممكن تستمر مشاكلهم النفسية طول العمر وممكن تأثر على علاقته مع زوجته وأطفاله فيما بعد.

فخلينا ننتبه!

الموضوع يطول بهذا الأمر وهي بعض الآثار السلبية اللي ممكن تنعكس على العائلة لما نعتمد أسلوب التفضيل بين الأطفال.

نحن كأهل واجبنا نتقبل أطفالنا متل ماهنن، نفهم أنهم مختلفين ونحترم هاد الاختلاف، نكون درعهم اللي بيحميهم من العالم الخارجي،

نزرع بذرة الثقة والاحترام والابداع ونكون كتير منتبهين للقيم اللي عم نعلمها لأطفالنا لانها يا أما ستثمر يا أما ستدمر الموضوع وشرحته والقرار عندكم،

التغيير ممكن ومابده غير شوية مراجعة وتعويض للطفل اللي أذيناه، وانتبهوا أياكم والظلم فحسابه عظيم.

هي نهاية حقلتنا لليوم بتمنى تكون عجبتكم.

ولتفاصيل حجز استشارة معي ابعتي على الواتس على هاد الرقم +966 55 257 9023 لتوصلك كل التفاصيل.

بلاقيكم بحلقة جديدة الأسبوع الجاية

بحبكم

وفاء غيبة