في يوم ذكرى ميلادك الثالث عشر .. رسالة لحبيبتي ليان
وفاء غيبة – فريق التحرير
أكملت اليوم حبيبتي ليان ١٣ عشرا عاما من سنوات عمرها الجميلة منذ ولادتها بل منذ عرفت أنها أصبحت جسداً ينبض بداخلي تغيرت كل حياتي وأيامي ومستقبلي وأهدافي..
لليانتي وقع خاص فهي أول من جعلني أم، وأول من علمني الحب المكثف لدرجة الألم والبكاء.. لحظة لقائي بها لأول مرة مررت بثلاثة مشاعر وكانت تلك المشاعر بأقصى حدودها..
وهي الألم والتعب والانهاك الشديد فكنت بأقصى درجات الألم بعد ولادتي لها..
ثانيا الخوف الشديد، ياإلهي لرهبة تلك اللحظة ويا لعظمة الخالق مولود يولد ويستنشق أولى أنفاسه أمامك، سبحانك ربي..
أما الشعور الأخير فهي الفرحة الشديدة أني أرى ابنتي لأول مرة، فكم حلمت بها خلال تسعة شهور الحمل.. وها هي حقيقة أحملها بين يدي الآن..
أرى تفاصيل هذا اليوم وكأني أعيشه مرة أخرى لكن بعد مرور ١٣ عاما.. يالله بسرعة هكذا.. ستمر الأيام المقبلة أيضا بسرعة
وستذهب ليانتي بعدها للجامعة ولمستقبلها.. وسيخلوا بيتي من ضحكاتها وطلباتها، وأغراضها سريعا كما مرت السنوات السابقة..
لذا وبينما أكتب مقالتي هذه وهي تحادث صديقاتها وتضحك معهم فهم يباركن لها بذكرى ميلادها سأكتب لها رسالة لتقرأها عندما يحين الوقت..
حبيبتي ليان..
في يوم ذكرى ميلادك الثالث عشر،، قررت أن أكتب لك رسالة تذكرك ببعض الأمور وترشدك لحياة جامعية أوضح وأفضل ..
كما كنت دوما أقول لك ياحبيبتي، اجعلي الله دوما في قلبك، فالله وحبك له هو بوصلتك لحياة صحيحة وسليمة
فحافظي على صلاتك وحجابك وقرآنك فدون حب الله ورضاه لن تكون الحياة سعيدة..
كوني قوية ومعطاءة، ولا تبخلي على الناس بالعلم والمعرفة.. لكن ليس على حساب وقتك وجهدك .. وازني فأنت مسؤولة نفسك..
عرفتك لا تستلمي حتى تتقني ما تريدين اتقانه لذا استمري على ما أنت عليه وستنجحين .. (حطي براسك دراستك وأمورك حاتكون تمام)
لا تنساقي مع أحاديث البنات، ولم تفعلي يوما، احذري من كلامهم على بعضهم وكوني محضر خير ولا تتحدثي بالسوء على أحد..
رتبي أمورك بشكل دوري ولا تكدسي المهام، فيصبح إنجازها صعب، فتحبطي فتتأثر دائرة يومك وحياتك كلها..
الأصدقاء أمر أساسي وشريان للحياة لكن انتقي بدقة واحرصي على من يحرص عليكي وتخلي دون تردد إن كانت لا تستحق الصداقة..
لا تسرفي المال كله وتتوقعي أن هناك من سيرسل لك المزيد، ادخري فللادخار شعور جميل لن يعرفه إلا من يقوم به..
اعتمدي على نفسك بكل شيئ، ولا توكلي المهام لأحد، اطلبي المساعدة فقط وقت الحاجة الحقيقة أو المرض لاسمح الله..
تطوعي وساعدي لو بساعات قليلة شهرياً، لكن اجعلي للتطوع وقت من حياتك..
لا تفكري بالأمس إلا ليعلمك لليوم والغد، أما الندم والبكاء هما تأخير ولاوقت للمبدعين لهذا..
لستِ أفضل من أحد، الجميع من الممكن أن يكون لديه شيء مهم، لذا أياك والتكبر، تواضعي ولكن حافظي على كرامتك..
ابذلي قصارى جهدك في أي مهمة توكل اليك ولا ترضي ب ٩ من ١٠ بل سلميها ١١ من١٠ لأنك تستثمرين بسمعتك..
تواصلي مع العائلة ومعي ومع والدك واخوتك كل يوم.. لو براسائل الواتس أو هاتف سريع.. أياكي وان تأخذك الدنيا عن من أحبك..
طعامك، نومك، نظافتك، ليقاتك، هما استثمارك الجسدي لحياة سليمة من أمراض مستقبلية بإذن الله، أكملي طريق الاهتمام بهم ..
ضعي أهداف مستقبلية ضخمة، واعملي عليها بشكل عملي..
إن طرق الحب قلبك فهذا أمر طبيعي لعمرك، لكن كوني واعية وأنت كذلك،، كل ماعليك أن تشاركيني الأمر أو شاركي أباكي.. لننتقل للخطوة الثانية وهي الخطبة إن كان الشاب مناسب..
أخيراً.. كوني سعيدة وبسيطة وطموحة وقوية ولطيفة ويسيرة ومؤمنة وراقية فتلك أخلاق المؤمن الحق..
ليان بحبك كتير وبتمنى تفوتي عقلبي لتشوفي كم بحبك..
مابعرف الأيام كيف رح تكون لكن بتمنى كون معك بكل أيامك الحلوة والصعبة ولكن لو ماكنت معك بيكون هيك ربي أراد..
لهيك كوني متل ما ربيتك وخليني فخورة فيكي بالدنيا وبالأخرة ياحبيبتي.. ياليانة القلب.
والدتك المحبة
وفاء غيبة
معاً لحياة أمتع مع أطفالنا