رحلة مربية “قصة بنت”

وفاء غيبة ـ فريق الموقع

أهلاً وسهلاً فيكم بحلقة جديدة من رحلة مربية.

اليوم رح تكون حلقتنا غير عن كل الحلقات راح تكون حلقة بتخصني أنا رح احكيلكم عن وفاء انسوا وفاء الأخصائية التربوية وخليني أرجع فيكم بالزمن لطفولتي لحتى صرت معكم هون.

بسم الله نبدأ

رحلة مربية / قصة بنت

قصتي:

أنا ما كانت طفولتي مميزة كتير لأني كنت بعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه وكان عندي تحديات كتيرة لأن اللي عندهم هاد المرض صعب عليهم يثبتوا بمكانهم ويركزوا بموضوع ما بيجذب انتباههم.

طبعاً المعاناة الأساسية كانت بالمدرسة لأن كنت ضروري أقعد وركز بدروسي، بس للأسف أبداً ماكنت متفوقة بدراستي.

وبالتأكيد هاد بيرجع لعدم اندماجي الكامل بكل حواسي بأي أمر وبسبب تشتتي الدائم وكثرة الأفكار وكثرة الأشياء اللي بشوفها وبسمعها كنت أشعر أني عايشة بين الغيوم كل الأحداث مو واضحة وفي شي ناقص عني.

أما المدرسات كانوا دائما يشتكوا لأمي أني حركة كتير وياريت لو في لزيق يلزقوني بالكرسي وكان نفسهم يشوفوني عم امشي ما عم اركض.

فيني أوصفلكم شخصيتي ب3 كلمات : اندفاعية ، كثيرة الحركة ، وبتتشتت بسرعة.

هدول الصفات بيخلوا أي طفل يعاني من التفوق بالدراسة اما عن عقلي فكان متل سيارة الفراري السريعة.

لكن مشكلتها بالفرامل فراملها فرامل بسكليتة يديوية عادية فصعب كتير أني أتحكم بعقلي سريع وكثير الأفكار.

كبرت وصرت صبية بس المعاناة صارت مركزة لأن قبل كنت طفلة والمجتمع كان ممكن يعذرني نوعاً ما بس هلق صرت أكبر.

فكل حركة محسوبة علي فصار النقد هو الغزل اللي أسمعه طول الوقت من أغلب اللي حولي.

كانت كلمات قاسية بس سهل المجتمع يقولها لأن مو عارف شو الجرح اللي راح يتركه.

أكيد النقد الدائم والتقصير بالتحصيل الدراسي أثر على ثقتي بنفسي بس كل شي ممكن ينحل بوقته.

بس أنا كان عندي سر ما بيعرفوا حدا وكنت محظوظة كتير لأن كان عندي مضخة حب

ودعم عم تعوضني عن كل الطاقة السلبية اللي عم اتلقاها واللي هي أمي “هند” أمي حبتني وتقبلتني متل ما انا ودعمتني بدون أي شروط.

وبسبب دعمها لإلها قدرت واجه المجتمع الصعب وأدرس لو ما جبت علامات كاملة كنت أمي راضية.

صحيح والدتي كانت تسمع جملة ” الله يعينك يا هند على هالبنت كيف راح تتجوز وتفتح بيت وتجيب ولاد”.

كانت ماما تكتفي بابتسامة ونظرات إعجاب فيني على عللي.

من ميزات ماما اللي لهلق بشكرها عليها إنها كانت تخليني ألعب وما تعطيني شروط للعب.

كانت تكتفي بالدعاء وتستودعني عند رب العالمين، وتخليني أنطلق لأن كان ضروي اني ألعب وأركض وطلع طاقتي بطريقة صحية.

كبرت أكتر وصرت بالجامعة وبديت أهدى وأتغير وحتى تركي أصبح أفضل

لأن المادة الكيميائية اللي بالدماغ المسؤولة عن فرط الحركة وتشتت الانتباه بتتحسن مع الشخص لما بيكبر.

طبعاً كل حالة الها وضعها تحصيلي الدراسي بالجامعة صار أفضل وقبل ما أتخرج من الجامعة ب2006  بحثت عن عمل واشتغلت كمساعدة في فصل مونتيسوري ومن هون بدأت شرارة الحب بيني وبين الأطفال.