رحلة مربية الحلقة الحادية عشرة “ماذا تعلمت من أطفالي؟” (فيديو)

وفاء غيبة ـ فريق الموقع

السلام عليكم وأهلا وسهلا فيكم بحلقة جديدة من رحلة مربية

الطفولة عالم مليء بالمفاجآت دائما الطفل بيبهرنا بتصرفات أو مقولات ما كنا نتوقعها، وكتير مرات فينا نتعلم من أطفالنا دروس ما قدرنا نتعلمها بالمدارس أو الكتب.

شو تعلمت من أطفالي بحلقة اليوم.

رحلة مربية / ماذا تعلمت من أطفالي

بسم الله نبدأ

البساطة

من فترة سألت بنتي ليان شو أكتر يوم كنت سعيدة فيه وبتتمني أنه ينعاد؟ جوابها كان بكل بساطة لما جبنا بالونات وعبيناها بالمي

وصرنا نلعب مع أولاد العيلة ونرميها على بعض! جواب ليان صدمني، لان الي توقعته انها تقول لما اشرتيتلها لعبة او لما رحنا على الملاهي.

ليان بهاد الموقف علمتني انه السعادة مابتحتاج تكلف كل اللي كانت مبسوطة فيه هو البساطة بالتجربة الممتعة.

كتير مرات ممكن نتكلف ونتعب حالنا ونجهز ونصرف كتير من الأموال لسعادة أطفالنا لكن بالحقيقة هنن بدهم يعيشوا تجربة حلوة بكل بساطة بدون قيود وبدون تكلف.

التسامح

مرة واحد من الأقارب زعل ابني عمر بكلمة غير مناسب يومها بكي عمر وزعل كتير، قعد عمر بحضني وطبطبت عليه حاكيته وروقته وعطيته جرعة من الحب والحنان،

وبعد اقل من ساعة لقيت عمر عم يحكي عادي مع هاد الشخص!! رجعنا عالبيت وقلتله لعمر لسة انت زعلان من اللي صار، قلي : شو صار؟؟

ذكرته بالموقف قلي لا لا أصلا نسيت اللي صار عمر مااحتاج رسائل اعتذار ولا رد على اللي زعله ولا لوم لحتى يرضى، اكتفى انه الشخص يقله آسف وانتهى!!

هل نحن الكبار فينا نسامح بهي الطريقة الراقية؟ هل فينا نكمل حياتنا بسلاسة متل الأطفال؟ لو منقدر كانت حياتنا أسهل وأحلى بألاف المرات، لكن خلينا نحاول نتعلم أنه نسامح.

الإصرار

ابني سامي صار عمره سنة وشهر  لما كان عمره ٩ شهور كان عنده إصرار شديد انه يقلد ليان وعمر و يتعلم كيف يمشي، كان لحاله

يوقف على طرف الكنباية وبكل جرأة ينتقل للكنبة اللي جنبها، طبعا كان يوقع ويفشل وينضرب ويبكي،

لكن إصراره ما خلاه يوقف صارت مهارة المشي تتطور شوي شوي لحتى فعلا قدر يمشي بعمر ١١ شهر

سامي وقع وفشل أكتر من ٥٠ مرة، لكن كل هالوقعات ماخلته يوقف عن إصراره بتعلم المشي، هل نحن عنا هاد الإصرار؟

كم مرة بدينا بمشروع وبأول سقوط استسلمنا؟ خلينا نرفع شعار إصرار الإطفال ونسير على خطاهم لحتى ننجز.

تقبل الجميع

بسنة من السنوات كان عندي طفل عنده مشكلة صحية وكان هاد الشي مأثر على شكله وتفاعله مع اللي حوله، أطفال فصلي

عاشوا مع هاد الطفل سنة كاملة وولا يوم شعروا انه هو مختلف عنهم، كانوا يحكوا معه عادي ويضحكوا معه وينادوه يلعب معهم مع انه ماكان يقدر يلعب بس هنن مابيفقدوا الأمل أنه يلعبوا معه.

هل نحن هيك منتقبل الجميع ولا العنصرية أكلتنا من جوا وإذا كان الشخص مو من نفس لوني او بلدي أو ديني هو شخص منبوذ وصعب اتقبله؟ العنصرية آفة لازم نتخلص منها لنعيش بسلام.

الحياة بدون أحكام

لما عمر كان صغير كان يحب يلبس جرابة سودا وجرابة بيضا وكان يقلي وحدة متل بابا ووحدة متل ماما، كان ماعندي مشكلة أبدا انه يطلع هيك

ويروح على المدرسة وهنيك كان يمشي فيهم وكتار يسألوني ليش هيك لابس وكنت اشرحلهم، الجميل انه عمر ماكان يفكر شو رأي الناس باللي لبسه من مبدأ أنه عجبني وهاد كافي.

الجميل بالأطفال انه مابيفكروا كتير برأي اللي حولهم فمثلا ممكن يقعد بالأرض بنص السوق بس لانه تعب، او يضحك بأعلى صوته بدون ما يفكر هل اللي حولي رح يتطلعوا فيني.

فكرة انه نعيش بدون انتظار حكم أو رضى اللي حولنا فكرة ضروري نتبناها إذا نحن عم نعمل شي مابيخالف الدين والعرف لا تستني رضى الناس توكلي على الله وانطلقي.

صداقة سريعة

بيوم من الأيام كنت بالمول وعم استنى المصلى يخلص صلاة المغرب لحتى تفتح المحلات، وانا عم انتظر كانت معي ليان عمرها ٤ سنوات،

فجأة لقيتها عم تلعب مع بنت ما بعرفها صاروا يركدوا ويضحكوا بدون حتى مايعرفوا أسماء بعض،

تحمست والتفتت لشوف أم البنت وسلم عليها بادرتها بابتسامة فما كان منها الا انها دارت وشها واخدت بنتها وراحت!!
طبعا مو كل الأمهات

هيك وكتير مرات بابتسم وبيردوا الابتسامة أو ممكن ندردش عالسريع، لكن في المقابل نحن الكبار كتير منحسبها قبل مانحكي مع أي شخص،

أكيد الحذر واجب وعدم التواصل مع أي حدا مو ضرورة لكن الابتسام والدردشة بدون نقل معلومات شخصية أمر بسيط وحلو ومع هيك منعمله ألف حساب.

مواجهة المخاوف

مرة كنا مسافرين وبالفندق اللي كنا قاعدين فيه كان في مسبح وكان أله متل جسر على واحد من أطرافه كان مخصص للقفز للمسبح،

أول مرة نزلنا نسبح أنا وعائلتي ليان قالتلي تعالي نقفز من فوق، رحت انا وياها.. المسافة مو بعيدة ولا قريبة بس كانت آمنة، تطلعت لتحت بعدين تطلعت بليان قلتلها شو ننط؟

كان وجها واضح انها خايفة بس جواتها رغبة شديدة بالقفز وبالفعل بعد ثواني قالت ١٢٣ وقفزت، وأنا الكبيرة واقفة مترددة نط ولا لأ, بعدين قويت حالي و قفزت .

الطفل بيعيش الأمان بين أمه وأبوه ببته ، ولما يطلع للحياة الخارجية بيواجه كتير تحديات لكن الطفل عنده شغف يتعلم

ويعيش اللحظة لهيك الطفل بيواجه مخاوفه بشغف المعرفة والتجربة، فخلينا نتبنى هي النظرية بالتأكيد بدون تهور.

حب غير مشروط

أطفالي مابيحبوني لأني بأكلهم ولا لأني بغسل ملابسهم ولا لأني بجبلهم هدايا، أطفالي بيحبوني لأني أمهم، وبحبوا أبوهم لأنه أبوهم

صحيح أنه العلاقة بتكون أقوى لما منلعب ومنضحك مع بعض وبتنتقل علاقة الأهل مع أطفالهم لمرحلة متطورة بالاحترام

والثقة المتبادلة والدعم لكن أطفالنا رح يضلوا يحبونا بكل الحالات، ونحن منقرر لوين فينا ننقل هي العلاقة،

للأسف في كتير أهالي بيستخدموا الحب المشروط مثل استخدام  جملة (مابحبك لأنك هيك عملت) هي الجملة مدمرة للعلاقة ،

أو (أنا بحبك لما تسمع كلامي!) وكأنه إذا ماسمع كلامك مابتحبيه! انتبهوا تقولوا هي الجمل ولا تدخلوا الحب بتعديل السلوك،

انتو بتحبوا اطفالكم متل ماهنن وبكل المواقف لكن السلوك الخاطئ مرفوض فبدل الجملة المدمرة

فينا نقول (كتير بيزعجني هاد السلوك اللي عملته) أو (أنا بيسعدني تسمع كلامي).

أياكم والحب المشروط عواقبه سيئة

الأطفال منبع من العطاء، حب بلا حدود قلب أبيض وصافي ياريت نتعلم منهم ونرجع لهي البراءة في التعايش مع ظروفنا ومع اللي حولنا،

هي شغلات سريعة حبيت شارككم ياها تعلمتها من أطفالي بالطبع لسة في كتير بس الوقت ما بيسمح، بس أرجوكم اللي تعلم أي شي من أطفاله ياريت يشاركني ياه بالتعليقات تحت ورح كون كتير ممنونة.

هي نهاية حقلتنا لليوم بتمنى تكون عجبتكم.

ولتحجزي معي استشارة خاصة بعتيلي على الواتس على هاد الرقم +966 55 257 9023 لأبعتلك كل التفاصيل.

بحبكم

وفاء غيبة