من الأفضل من الأجمل من الأول؟

موقع وفاء غيبة

لابد أن الكثير منا سمع عن تلك الجملة الشهيرة من فلم بياض الثلج والأقزام السبعة، للملكة الشريرة التي تخاطب بها مرآتها السحرية

وتقول:، “مرآتي، مرآتي من هي أجملهم جميعا؟”، كانت تشعر بالرضا في كل مرة تقول لها المرآة بالطبع أنت ياسيدتي

حتى جاء اليوم وقالت لها، هناك فتاة تدعى بياض الثلج أجمل منك،، فلم تقبل بوجود أحد أجمل منها، فأمرت بقتلها!!

‎نعم، هناك قلوب سوداء تتمنى قتل من هو أفضل منها، لكن بالطبع هناك درجات لهذه القلوب..

أنا أعلم أننا لسنا ملائكة وأنه يوجد من تلك الملكة الشريرة واحدة صغيرة في داخلنا وهي وساوس الشيطان، ونحن قوتنا تكمن بإخماده بالاستغفار والأفكار الإيجابية

وانشغلنا اليومي بما يحبه الله ويرضاه،، ولكن هناك من يشعلها أكثر ويصب المزيد من الزيت لتكبر وتكبر، فيسود القلب وتعميه الغيرة والحسد..

هل يجب أن أكون أنا الأجمل وأنا الأفضل وأنا رقم واحد؟ بالطبع لا لأنه دوما سيكون هناك من هو أفضل مني ..

لكن هل استسلم؟ بالطبع لا، يجب كل يوم أن أسعى لأكون نسخة أفضل من نفسي وأن أجتهد لأقدم أفضل مالدي..

هل أقارن نفسي بغيري؟ على حسب تلك المقارنة؟ ماهي الأفكار التي ترافق تلك المقارنة ؟ هل لأتعلم هل لأطور نفسي

أم لأتحلطم ولأقول أنه لا يستحق مكانته؟ أقارن لأعرف هل أنا على الطريق الصحيح ولأتعلم وأستفيد لا للغيرة والحسد ومشاعر الملكة الشريرة!

ما العبرة من كل تلك المشاعر المتوازنة؟

هو العيش بسلام الساحة تتسع للجميع، لن يكون هناك كرسي واحد، ولو كان هناك كرسي واحد لن يكون له هو لفترة دائمة

لذا لنجتهد ولنتبادل الخبرات، ولنسعى لنهضة الأمة يدا بيد، الخير يعم، والجمال ينتقل عندما تكون النية صافية.. ولك أنت كي لا تعيشي بشحناء بشكل يومي

ويكون يومك متعب وتلهثي وراء الأرقام الوهمية، تلك لديها ١٠٠ ألف، انا لدي ٥ آلاف ، هي لديها مليون أنا أستحق

وهي لا تستحق، تلك الدوامات مُتعبة للعقل والورح والجسد، استرخي ودعي الخلق للخالق وركزي على مالديكِ وابدعي به..

‎وختاما أقول، ماهي نهاية هذا السباق؟ متابعين أكثر؟ مال أكثر؟ شهرة أكثر؟ ولنقل أنك حصلت على كل هذا؟ ماذا بعد؟

ضعي نصب عينيكِ أهداف حقيقية أهداف راقية أهداف تؤجرين عليها بعيداً عن الأرقام والمتابعين والمال والشهرة، فكل هذا من الممكن أن يزول في لحظة..

ابحثي عن الذي سيبقى أثره وأجره حتى بعد الرحيل..

معاً لحياة أمتع مع أبناءنا
وفاء غيبة