وتمضي الأيام! وتمضي معها المواقف والأحداث..

وفاء غيبة ـ فريق الموقع

كل تلك التفاصيل الدقيقة التي حرصت على تحقيقها تمضي.

لكن السؤال الأهم، ماذا تركت لدي من ذكريات ومشاعر أحملها في حاضري ومستقبلي؟

لا يمكن للإنسان أن يقوم بإزالة أحداث الماضي كلها وكأنها لم تكن.

أنا وأطفالي

سننسى الكلام وتبقى المواقف!

فنحن لا نملك خاصية الحذف (بضغطة زر) كما في الأجهزة الذكية.

لا شك أننا ننسى الكثير من التفاصيل لكن المشاعر التي طُبعت في ذاكرتنا تجاه المواقف التي مررنا بها تبقى حاضرة وقريبة للذاكرة.

منذ بداية زواجي قال لي زوجي جملة عميقة أثرت بي “سينسى الناس ما قلت وسينسى الناس ما فعلت، لكن لن ينسوا كيف جعلتهم يشعرون”.

منذ ذلك اليوم أصبحت شعاري في الحياة من خلال تعاملي مع زوجي، وأطفالي، وأهلي وأصدقائي.

بدأت أحرص على تلك المشاعر التي سيتذكرها من حولي عني، من الضروري جداً أن أستمع لذلك الصوت الخفي الذي يلوم تقصيري مع من حولي فهو ضميري الذي ينصحني دائماً للقيام بالأفضل.

حتى في طريقة تعاملي مع أطفالي، أحرص على ذلك الشعور الذي أطبعه في ذاكرتهم.

فهم يعرفون أنهم عندما ينجزون أمراً جميلاً أقوم بردة فعل جميلة مثل “الابتسام، المدح، التقبيل، الضحك، التصفيق، الإنشاد، الرقص معهم، اللعب معهم أو حملهم بين ذراعي وضمهم”.

كل تلك التصرفات تزرع شعوراً جميلاً في نفوسهم يحرصون على تكراره، والعكس صحيح عندما يسيء أحدهم السلوك أقوم بردة فعل تجعلهم يشعرون بالسوء حيال ما فعلوه مثل: “العبوس أو الاستياء أو قول أنا لن أستطع التحدث معك لمدة ٥ دقائق حتى تعدل سلوكك”.

في كل سنة من سنوات عمري أشعر أني بدأت فهم هذه الحياة بشكل جيد إلا أني أصدم في السنة التي تليها حيث اكتشف أني بدأت فهمها بشكل جديد أفضل من قبل.

وهكذا تمر السنوات لتجعل وعيي لكل الأمور التي حولي أعمق وأوضح “أفكاري، قيمي، أهدافي، مشاعري، أثري في الحياة، التسامح، تقبلي للآخر مهما اختلف عني، مهارات التواصل مع من حولي”.

كل تلك المفاهيم الضخمة بدأت تشغل حياتي وبدأت تؤثر على تصرفاتي وطريقة تفكيري.

ما زلت في بداية الطريق لكني حريصة على الاستمرار والمضي قدماً في هذا الدرب المنير.

لذا مع مضي هذه الأيام لابد أن نسأل أنفسنا هل المشاعر التي نضخها فيمن حولنا إيجابية؟

هل أنا راضية عن طريقة حياتي؟ وهل أسعى لتحقيق أهدافي؟، بل هل سأترك بصمة في هذه الدنيا قبل أن أرحل؟

كل تلك الأسئلة إجابتها لديكِ أنتِ فقط، حاسبي نفسك ثم قومي بالإجابة عن هذه الأسئلة وحددي أين أنت من هذا الدرب المنير.

قومي بالتغيير للأفضل فما زالت الفرصة متاحة مازال ذلك القلب ينبض.