لست أفضل أم! الكثير من الأمهات ينظرن لي كقدوة.. هذا شرف عظيم ولكنه حمل كبير على أكتافي.

وفاء غيبة ـ فريق الموقع

البعض يتوقع أني لا أمر بتلك العقبات الصعبة التي يعيشها البقية من الأمهات.

لكن دعوني أخبركم عن بعض المواقف التي أمر بها أطفالي:

أنا وأطفالي

مع سامي!

في هذه الفترة سامي أصبح بعمرٍ يتطلب منه الحركة الكثيرة والاستكشاف الخطر والمؤذي والذي يترك الكثير من الفوضى في المنزل.

أحاول أن أتقبل وأتابع لكن تأتي تلك اللحظة التي تنتهي بها طاقتي، وبالأمس انهرت ولجأت للبُكاء، فأنا مُتعبة جداً وهو مستمر باستكشافاته.

صرفت خمس دقائق وأنا أبكي وأدعو الله أن يصبرني ويهديه.

بعد تلك الدقائق شعرت أني ارتحت وعدت له ووضعته على حضني وضممته إلى صدري وغنيت له،  وقلت في نفسي هذه الأيام ستمضي لذا سأستمتع قدر الإمكان.

مع عُمر!

قبل مدة كنت أرتب غرفة الجلوس وقلت لعمر حان وقت أن نرتب هذه الكنبة فهي مليئة بألعابه وفوقها لحافه الذي يضعها كخيمة له،.

قلت له أنت ستذهب الآن للمدرسة وأريد ترتيب الغرفة.

بدأ بالصراخ بشكل غريب فقلت له عمر اهدأ وابتسمت لأُخفف من توتر الموقف فتوقع أني استهزأ به

فقال لي تلك الكلمة الجارحة والتي لم استخدمها بحياتي في منزلي (أنا أكرهك)!

صدمني وهزني ذلك التعبير فقلت له بحزم أنا لا أسمح لك أن تقول لي هذه الكلمة وتركته وانسحبت.

بالطبع بكيت فدمعتي دائماً جاهزة لتعبر عما في داخلي.

بدأت مدرسة عمر وحضر أول حصتين ثم خرج لأول فترة راحة.

كان قد استدرك خطوة،  فبدأ بالاعتذار وطلب السماح.

قلت له لا تكفيني كلمة آسف فاقترح زوجي أن يرسم لي رسمة اعتذار وبالفعل قام بها.

ضممته ووضعته على حضني وشرحت له أنه مهما وصل من الضيق الشيء الكثير لابد أن ينتقي كلماته كي لا يجرح من حوله.

مع ليان!

ابنتي ليان تمر بمرحلة المراهقة، بدأت اهتماماتها تختلف، هي ليست تلك الطفلة البسيطة التي تريد أن تركض وتلعب.

أصبح كل اهتمامها ينصب على صديقاتها والتواصل معهم، بالطبع أتفهم هذا، لكني يومياً في صراع معها لتصرف وقت معنا كعائلة.

أتقرب منها وأعجب بإنجازاتها أدعمها وأتفهمها، لكني لا أخفيكم تأتيني تلك اللحظات التي أشعر أني تائهة معها، فأبكي وأدعو الله أن يهديها ويهديني للصواب.

أنا لست الأفضل لي زلاتي وهفواتي، لكني أجتهد كثيراً وأحاول وأبحث وأقرأ وأدعوا الله أن يعطيني القدرة على تربيتهم.

لا أطمح بالكثير ولا أطالبهم بالمستحيل، أولوياتي هي علاقتي معهم ونفسيتهم السليمة وتطوير مهاراتهم ليقابلوا العالم بقوة.

لذا يا صديقة دربي يا أيتها الأم الحنون استمتعي معهم فجميعنا نشرب من تلك الكأس.